يعد معهد العلوم الاجتماعية من أكثر كليات الجامعة الوطنية اهتماماً بموضوع النوع الاجتماعي، سواء في مقرراته أو حتى في أبحاثه. فالاختصاصات المتعددة للمعهد : علم الاجتماع بميادينه المتنوعة - الأنثروبولوجيا بميادينها المتنوعة – الاقتصاد والتنمية الاجتماعية – السكان، كل منها يعنى في فهم واقع المرأة اللبنانية، إن على المستوى المعرفي أو على المستوى المعيشي.
تتناول العلوم الاجتماعية، بشكل معمق الحركات الاجتماعية، وضمنها حكماً الحركات النسائية، كما أنها تبحث في التنشئة الاجتماعية والأسرة – الإنجاب والطفل ومراحل نموه – جسد المرأة - التصورات والمعتقدات الثقافية – البنى البطريركية - الدين والطقوس – الدلالة والرمز – تنمية وتمكين المرأة – العمل، الاقتصاد والإنتاج – والديموغرافيا ... واللائحة قد تطول أكثر إذا أطلنا تعداد المقررات التخصصية في المعهد.
إن هذا الكم من المواضيع يبين مدى ارتباط البرامج الأكاديمية في المعهد بالهدف الخامس وبغاياته الست. وهذا الأمر إن دل على شيء فإنه يظهر مدى أهميته اختيار موضوع المساواة بين الجنسين من الأجندة 2030 للأمم المتحدة.
تنامت الشراكة البحثية بين معهد العلوم الاجتماعية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بشكل مطرد، فمن لقاء أولي بين الأساتذة والصندوق لاختيار مواضيع في الأجندة 2030 تهم المعهد على المستوى البحثي جرى في 23 أيار من العام 2017، إلى توافق للعمل حول الهدف الخامس من هذه الأجندة والذي استغرق مدة سنة، وسيتوج في 21 حزيران من هذا العام بصدور تقرير علمي حول واقع المساواة بين الجنسين على المستوى الوطني وفق غايات الهدف الخامس من هذه الأجندة.
جاءت هذه التجربة لتؤكد مدى التزام المعهد ومركز الأبحاث التابع له، وحكماً مدى التزام الأساتذة في المعهد في إنتاج مادة مرجعية هامة يمكن أن تشكل نموذجًا يبنى على منواله نماذج بحثية أخرى.
جاءت هذه التجربة لتجعل من موضوع النوع الاجتماعي مجالاً بحثياً تخصصياً في مركز الأبحاث، كما بينت مدى أهمية تعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان والمعهد في انتاجات مستقبلية في هذا المجال كما في مجالات أخرى تهم الجهتين وتساعد في تطوير المعهد ومركز الأبحاث التابع له سواء على المستوى الأكاديمي كما البحثي.
