ضمن سلسلة النشاطات المواكبة لمشروع "الانتشار الفيروسي والديناميات الاجتماعية" بالتعاون مع وكالة البحوث الوطنية الفرنسية ومعهد البحوث والتنمية الفرنسي اجتمع الأساتذة المشاركون في الدراسة بالكتور نيكولاس بويغ في مقر مركز الأبحاث وذلك للتداول في الخطوات المنجز لغاية شهر أيلول. وقاد شارك الدكتور بويغ الأساتذة في التحضير لاستمارة الاستبيان الذي سيقوما لفريق بتنفيذها في مرحلة لاحقة.
وفي الإطار نفسه أقيمت محاضرة من بعد، من خلال تطبيق المايكروسوفت تيمز حول موضوع ديناميات انتشار فايروس الSARS-COV-2، المسبب لمرض الكوفيد19، حاضر فيها د. شوقي عطيه وقدمتها منسقة المشروع د. لبنى طربيه.
الأستاذة الدكتورة لبنى طربيه
أعلنت منسّقة المشروع أنّ هذه المحاضرة هي باكورة النشاطات التي تشكّل جزء من العمل المشترك في مشروع "الديناميات الاجتماعية وانتشار الفيروسات"، موضّحة طبيعة هذا المشروع البحثي الذي يقوم به مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية بالتعاون مع معهد البحوث والتنمية الفرنسي ممثّلاً بالدكتور نيكولاس بويغ، الذي أشاد بالتعاون مع مركز الأبحاث وبأهمية إجراء الدراسات العلمية حول هذا الموضوع.
الأستاذ الدكتور شوقي عطيه
تناول الدكتور عطيه معطيات ديمغرافية حول انتشار الوباء في العالم وفي لبنان، وعرض لنتائج بحث قام به عام 2021 حول "تقبّل المجتمع اللبناني للقاح وكيفية التعامل معه". كما قدّم في هذا الإطار، كيفية تحليل المعطيات بربطها بمعطيات أخرى، بحيث لا يمكن اللجوء الى نوع واحد من البيانات. فانخفاض نسبة الاصابة في بعض الدول برأي عطيه لا يعني أن الجائحة لم تتفش بها، بل أن الكشف عن الإصابات لم يكن دقيقا، وهذا ما بيّنته نسب الوفيات التي لا يمكن اخفاؤها. واستعرض معطيات حول الواقع الحالي للجائحة والوفيات التي نتجت عنها.
وكان من الملفت حسب عطيه، كما ظهر من خلال دراسته الميدانية، نسبة رافضي اللقاح والمشكّكين به، بناءً على: عدم ثقتهم بالسلطة، أو لأنهم يعتبرون أن الجائحة وكل ما يتعلّق بها مؤامرة عالمية. وتناول النقاش مسألة ارتباط النظرة الى أنواع محدّدة من اللقاحات بناءً على الخلفيات الايديولوجية والطائفية للمجيبين. واختتم عرض منسّق مختبر الديموغرافيا بالإشارة الى تأثير الجائحة والوفيات الناجمة عنها على انخفاض توقّع الحياة عند الولادة بحوالي سنة على أقل تقدير.
اختتم رئيس مركز الأبحاث الأستاذ الدكتور أبو رضا الندوة بالتأكيد على أهمية هذه المحاضرة والنقاشات التي تضمّنتها، مركّزةً على تداعيات جائحة كورونا على الواقع المجتمعي اللبناني من خلال الأرقام التي قدّمها الدكتور شوقي عطية. وأضاف: كان دور السوسيولوجيا في زمن الجائحة طرح تساؤلات حول تداعيات المشكلة الصحيّة على الظواهر الاجتماعية في كل المجتمعات، وعلى مستوى المايكرو والميكرو سوسيولوجي. أما بعد مضي سنتين، أضحى بإمكاننا دراسة هذه الظاهرة انطلاقًا من دور السوسيولوجيا المعنية بدراسة الظواهر وفكفكتها، والاستفادة من التجارب الإنسانية التي حصلت خلال هذه الجائحة. وتابع "إنّ هذه التساؤلات التي طُرحت تلقي بثقلها على الجامعات ومراكز الأبحاث لتوجيه الباحثين نحو الدراسات المعمّقة بناءً للأرقام والإحصاءات الموجودة". معلنًا أنّ مركز الأبحاث سوف يوجّه الطلاب والباحثين نحو هذه الدراسات، مع تأمين المستلزمات لإنجازها.