عقد مركز الأبحاث - مختبر علم النفس الاجتماعي التابع لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، مؤتمرا علميا بعنوان "الأب الرمزي بين المنع والتحول"، ضمن سلسلة من المؤتمرات السنوية التي تطال الابعاد النفسية والاجتماعية لمكونات وقضايا مجتمعنا، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب ممثلا بعميدة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة البروفسورة مارلين حيدر نجار، وحضور مستشار وزير التربية نادر حديفة، المدير الاقليمي للمكتب الجامعي للفرنكوفونية في الشرق الاوسط هيرفيه سابوران، رئيسة المركز مها كيال ومهتمين.
وتوزعت المداخلات على ثلاث جلسات، حيث تمحورت الجلسة الأولى التي ترأستها نجار عن الإرث المنقول والسلطة المتراجعة: أحوال في العالم المعاصر، ثم تحدث مصطفى حجازي وقدم عرضا نقديا لحركة التحليل النفسي من خلال كتاب "التحليل النفسي: علما وعلاجا وقضية"، ويقدم كتاب صفوان أوفى عرض نقدي من الداخل لهذه الحركة، باعتباره إحدى المرجعيات الكبرى والشاهد الحي الاكثر مواكبة لهذه الحركة وإلماما بقضاياها نظريا وممارسة، وهو ما يصحح الكثير من أوجه اللبس ويضع الأمور في نصابها مبينا ما لكل قضية وما عليها بمقاربة علمية مميزة.
اما كريستين اوليفوتشي فتحدثت عن "التحليل التعابري للأجيال، الوظيفة الأبوية والولاء"والذي يطرح التحليل النفسي التعابري للاجيال الوظيفة الأبوية تحت مجهر التناقل والبث بين الأجيال المتعاقبة، في حين تطرقت دينا جبريل عن "تطرف الشباب في الغرب: أمام النظرة إلى إن بناء "الأب" في التحليل النفسي، من الرهط البدائي إلى أسماء الأبوة (الأب)، من "فرويد" إلى "لاكان"، وماذا عن التطرف، تطرف شباب الغرب من وجهة نظر عيادية.
كذلك تحدث العميد جان داود عن "الرمزية في التكوين وإعادة التكوين": قراءة للمسألة الأوديبية في جذورها وتسليط الضوء على شوائب أساسية فيها وأبرز تلك الشوائب القدرية التي تحملها"، وقال:"المسألة كما هي مطروحة في الغرب تجعل مسار ومصير الإنسان محتومين بالقدر، وهذا أمر ضد العلم نفسه، فكيف يجتمع العلم والسحر في تبني مقوبلات العراف - الساحر وما أدت إليه من مآسي".
الجلسة الثانية
وتناولت الجلسة الثانية، محور "الأبوة الرمزية بين النقص والامتلاك"، برئاسة كيال، وتعاقب على الكلام كل من:
الدكتورة صونيا شمعون:"الأب: موقع، دور ووظيفة"، وقالت:"قصد علماء النفس والتحليل النفسي من فرويد إلى لاكان، عندما أشاروا إلى أن الأب هو الذي يقوم بدور الضابط لرغبة المرء، وهو الذي يضعه على خط السواء، إذا ما وجد ويعرضه إلى خطر اللاسواء إذا ما غاب عن وظيفته".
اما ألين حسيني فتحدثت عن "وظيفة الأب اليوم؟"، مشيرة الى ان "الوظيفة الرمزية الأوديبية التي يفترضها الآباء تتعرض لهشاشة غير مسبوقة"، وتساءلت، هل هو الأب الرمزي؟ الأب الأوديبي؟ الأب الحقيقي؟ الأب المغري؟ الأب الوهمي؟ أب الرهط البدائي؟ هذه الإشكالية، التي تمر عبر التحليل النفسي، تطرح فعليا: ماذا تبقى من الأب في العالم المعاصر؟ هل بقيت رمزيته؟"
وريتا الشباب تناولت موضوع "الأب والذاكرة الأسرية": الذاكرة الأسرية وهي مخزن لكل المواضيع العائلية. الشعور بالإنتماء، الروابط البين - شخصية والذاتية المتداخلة، الزمان، المكان ... كلهم في الذاكرة. ذاكرة وصور، تلتها هدى داغر والقت مداخلة عن "من اسم الأب ... إلى لا أب، قلق في حداثتنا"، ولفتت الى ان "الأب اثبت في اسمه اشكالية المؤتمر، وعلى خلفية التغيرات الاجتماعية الكبرى وتأثير إعادة توزيع الأدوار الذكورية / النسائية في مجتمع ما بعد الحداثة".
الجلسة الثالثة
وترأس الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "الصدمة، الكينونة والانحراف"، عميد المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والادارية البروفسور طوني عطا الله، وتضمنت المداخلات التالية:
البروفسور فضل ضاهر "دوافع الجريمة النفس - اجتماعية: (دراسة حالة)"، حيث سلط الضوء على "تأطير مشاريع الدراسات المستقبلية في العلوم الجنائية وعلى أهمية دور وحضور حملة الاختصاص بالعلوم الجنائية في شتى ميادينها وتفرعاتها".
وتحدثت آن - ماري الغصين عن "الطفل في الحاضنة الاصطناعية: دور الأب واضطراب التعلق بين الأم والطفل"، وقالت:"إن دراما الطفل في هذه المرحلة ليست لكونه ولد ووضع في الحاضنة الاصطناعية، بل بكيفية تعاطي الوالدين مع الموضوع، وما يحملانه من تاريخ عن وضعية الانفصال المرتبطة بالحداد وانقطاع للعلاقات وأيضا ما يحملانه عبر تعابر الأجيال.
اما فاطمة عبود فتحدثت عن "الأبوة اليوم: هيمنة أم انكفاء؟ مقاربة جندرية لكتب اللغة الفرنسية في المرحلة الإبتدائية"، واعلنت "ان تغير الأمهات لم يحدث إلا على حساب الآباء ودورهم الرمزي بغياب قانون حام، فهل نغيب القانون؟ هل يمكن أن نغيب الأب إذا ما غاب؟".
كذلك، قدمت رندة براج من خلال عرض حالة، "صورة الأب، الأب في أسرة المحارم (أو سفاح القربى) صورة أب، أم نظير؟".
وقد اختتمت منسقة مختبر علم النفس الاجتماعي في مركز الابحاث، البروفسورة رجاء مكي، اعمال المؤتمر بجولة على ما تقدم خلال الجلسات وخلصت الى التالي:
تطوير المختبرات البحثية وجعلها سلسلة تجمع ما بين الاستاذ والطالب وميدان البحث.
جعل علم النفس التعابري، ميدانا تخصصيا وميدانا بحثيا خاصا بمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية.
العمل على استصدار ماستر في علم نفس الجريمة لأهميته ولمواكبته التطورات في المجتمع اللبناني.
واكدت مكي "التمسك بقوانين واخلاقيات العلاج النفسي في عمل المعالجين، في كل المؤسسات وتطبيق هذه القوانين والاخلاقيات ايضا في الابحاث".
برنامج المؤتمر
نقلاً عن الوكالة الوطنية للاعلام، كتابة: جوزيان عزيز، الرابط: مؤتمر في اللبنانية عن الأب الرمزي بين المنع والتحول